توتي والمتطفلون

موضوع: توتي والمتطفلون السبت أبريل 19, 2008 4:23 am

* ملاحظة: هذه الشخصيات خياليه ولا تمثل احد وليست من الواقع..

بعد عودة سعيد من الجامعة رفع هاتفه النقل وضرب على رقم صديقه احمد.
احمد:اهلا ياسعيد.
سعيد:اهلا يا احمد.
سعيد:هل رأيت ماذا فعل توتي في مباراة الامس ؟
احمد: لا لم استطع مشاهدة المبارة.ماذا فعل؟
سعيد: لقد فعل فعلاً لا يغتفر.
احمد:اخبرني ماذا فعل.
سعيد: عندما نتقابل اليوم في المقهى المعتاد سأريك المشهد كاملا في هاتفي النقال.
احمد:الن تقول لي الان على الهاتف؟
سعيد:لا لا، لن اقول لك ، سأجعلك ترى بام عينك.
احمد:حسنا، موعدنا الليله الساعة 9 مساء في نفس المكان، تشاو.
سعيد:نراك على خير ، تشاو.
جرى الموعد كما خطط له وكان سعيد حاضرا قبل الموعد بنصف ساعه من فرط الحماس,دخل احمد المقهى واخذ يلتفت يمينا وشمالا عله يجد سعيد من دون ان يرفع الهاتف النقال ويسأله عن مكانه، اه انه هناك في تلك الطاوله التي في الزاويه، لقد احسن سعيد صنعا فلقد كان المكان المفضل لاحمد. اقترب احمد من سعيد شيأ فشيأ وكانت الابتسامه تعلو محيا سعيد وهو منغمس في النظر الى هاتفه النقال، فربما كان يشاهد بعض المقاطع المضحكه التي عادة تخزن في الهواتف النقاله ويتداولها الناس عبر تقنية البلوتوث.
تشاو، القى احمد التحيه كالمعتاد، سعيد لم يرفع رأسه بعد عن الهاتف النقال ولكنه رد التحيه بكل حماس ، تشاو، لانه كان يعرف ان لا احد غريهما يستخدم هذه التحيه هنا. وضع سعيد الهاتف النقال على الطاوله على اقل من مهله وهو ينظر الى احمد الذي يهم بالجلوس.
وقعت عيني سعيد في عيني احمد، فاستدرك احمد الامر بسرعه وقال: هاه ارني ماعندك فانا في غاية الحماس. تشقق سعيد من شدة الفرح ولم يتوانا في ظبط الهاتف النقال على مشهد توتي الذي وعد به احمد، اخذ احمد الهاتف النقال وبدا في عرض المشهد، مرت ثانيه وثانيتين وثلاث واربع حتى وصلت الثانيه الحادية عشرا، ومازال احمد مركزا على ذلك المربع الصغير الذي في وسط الهاتف النقال، وقد بدت عليه علامات التعجب والاستغراب من ذلك المشهد.
انتهى احمد من عرض المشهد ورد الهاتف النقال بهدوء الى صديقه سعيد،فرد عليه سعيد، مارأيك في المشهد؟ فقال احمد: مشهد عادي يتكرر في كثير من المباريات مالغريب فيه، جن جنون سعيد لهذا الرد البارد فقد كان يؤمل على هذا المشهد كثيرا في ان يغير نظرة احمد لتوتي، ولكن جواب احمد كان كالصاعقه على سعيد، اخذ سعيد يتلعثم في الكلام ويقدم كلمه على كلمه ، وفجاه رفع هاتفه النقال واخذ يعيد ضبط المشهد السابق الى الثانيه الرابعة، فقال انظر انظر يا احمد، في هذا اللحظه توتي يقول للحكم ( اذهب للجحيم ) ياله من وقح. فرد عليه احمد بهدوء: وماذا تريدني ان افعل، هل تريدني ان اتبرأ منه لمجرد مشهد لاتزيد مدته عن عشرة ثواني؟ او هل تريدني ان ابحث عن لاعب غيره؟
حال بينهم صمت رهيب لمدة ثلاثين ثانية، لم يكن ليثيره شي سوى صوت النادل يقول اثنين كابتشينو سكر زياده جاهز، فقد كان الطلب معد مسبقا من قبل سعيد لمعرفته بمشروب احمد المفضل.
اخذ احمد رشفة بسيطه وقال: امممم كالعادة لذيذ، ولكن يا سعيد ماذا تريد ان تصل من خلال هذا المشهد؟ فرد عليه سعيد: انت انسان عنيد ولا تقتنع بكلامي ابدا، ولكني الليله ساقوم بكتابه موضوع في المنتدى عن هذه الحادثه وسأقول كل مابخاطري فيه، وساجمع كل اللقطات السيئه لتوتي وساضعها لكل من يدافع عن توتي، لقد طفح الكيل ومللنا من اعمال توتي المخجله.
ياسعيد انت لم تعرف كرة القدم الا منذ فتره قليله وتريد ان تكتب موضع عن لاعب عمره الكروي اكثر من ثلاثة ارباع عمرك، هل جننت؟ سعيد يرد:لن يعرف احد الا اذا انت اخبرتهم بذلك . انزل احمد رأسة بكل احباط وقال الا تراعي شعور محبيه وخصوصا اني احدهم. فرد سعيد: انت تعرف شعوري تجاه هذا الاعب فلا داعي للعزف على وتر الاخوه والصداقه.
استدار احمد الى اليمين قليلا واخذ نفسا عميقا فقال: بالله عليك يا سعيد ماذا صنع لك توتي حتى تكره لهذا الحد،هل قتل احد من عائلتك؟ اوليست كره القدم لا تستحق كل هذا التعصب كما كنت تقول قبل ان تصبح مشجع كرة قدم في يوم وليله. فيرد عليه سعيد : انت الذي جعلتني هكذا، انت من جعلني احب ذلك الفريق بعد ان شاهدنا تلك المباراة التي لاتنسى ابدا، احمد: ومادخل حبك لذلك الفريق بكره توتي؟
عادت مرة اخرى فترة الهدوء بينهما، واقتنص كل منهما الفرصه ليشرب القهوة قبل ان تبرد، حتى اذا ما شربا نصف الكوب تقريبا قال احمد لسعيد: هل تعلم اني معجب بعده لاعبين من فريقك المفضل؟ فرد عليه سعيد : انهم يلعبون في فريقي المفضل فبالتأكيد انهم يستحقون الاعجاب، امتلئ وجه احمد بالدهشة وقال: وما علاقة الفريق بالاعب؟ اولست تكره بعض اللاعبين في فريقك المفضل، ماهذا التناقض ياسعيد؟ تحب من تريد وتكره من تريد، فقط هكذا من دون مبرر.
بدت الحيره على وجه سعيد، فهوا لايعرف ماذا يقول في ضل هذا الكلام الذي يقوله احمد، فقال سعيد: انا اعترف ان توتي لاعب موهوب ونادر في هذا الزمان ولازلت اتذكر اهدافه الرائعه ومهارته في صناعة اللعب، ولكن تلك الافعال تنقص من قيمته عند الجمهور، فرد احمد قائلا: لا عليك فالجمهور العاقل سيقدر موقف توتي، وان كان قد اخطا فهو طوال الموسم قد كان منضبطا ولم يذق طعم الكرت الاصفر ابدا، ولم تفكر في ان تكتب عن هذا الانضباط اي موضوع، لماذا ننسى كل هذا ونتذكر القبيح فقط، لماذا نحن العرب سلبيين، عندما نرى الصوره الجميله نسارع للبحث والتنقيب عن عيوبها، ضع حسنات توتي في كفه وضع قبيحه في كفه اخرى، لمن سترجح الكفه؟ سعيد يرد: اكيد حسنات توتي اكبر. اذا لماذا كل هذا التركيز على هذه الجوانب التافهه واللتي لا تقدم ولا تأخر.
ازدادت حيره سعيد، فهوا لا يعرف ماذا يفعل، هل يقتنع بكلام احمد ويظهر امامه كالمهزوم ام يتمسك بما يريد حتى لا يصبح ضعيفا امامه، قلبها في رأسه مره ومرتين وثلاث وهو يعرف ان الحق مع احمد، ولكن الكبر منعه من التواضع للحق، تماما كما حرم الكبر ابليس من الجنه. فقال لاحمد: ساتنازل هذه المره عن كتابة الموضع في المنتدى، ولكني لن اغيير فكرتي عنه.
تكلم احمد بينه وين نفسه وقال: (يقلع) اليوم الي عرفتك فيه على كرة القدم، انت نقص على كرة القدم ولا فائدة منك ولا من امثالك، نحن عرفنا كرة القدم منذ ان كنا في السابع والسادسة من اعمارنا، وكنا نتابع اخبار كره القدم قبل ان يوجد شيئ اسمه انترنت او ( بلاي ستشين)، وانت لك عدة شهور وتريد ان تتطاول على العضماء.سحقا لهكذا امثال...
استأذن احمد من سعيد مبكرا على غير العادة، فعاد للمنزل واخذ يحضر لكتابه هذا المقال الذي امامكم. اما سعيد فذهب بتكبره الى منزله ودخل المنتدى بمعرف (يوزر) اخر لا يعرفه احمد، واخذ يطعن في الحق غير مبالي، عبر ردوده العقيمه ومواضيعه التافه. فلا رقيب ولا حسيب ويبقى العاقل والمجنون في هذه الحياة الى الابد.

» توتي هداف الكالتشيو عبر التاري
» توتي يغادر المستشفى ( شاهد الصور )
» الاتحاد الايطالي يفرض غرامة مالية على توتي